كيف أؤمن بالمسيح
كيف أؤمن بالمسيح |
فالحق أقول لكم: لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل: انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شيء غير ممكن لديكم). متى ١٧-٢٠
ولكن بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه، لأنه يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود، وأنه يجازي الذين يطلبونه. (عبرانيين ١١)
ولكن يا صديقى القارىء :
فى البدايه يجب ان نعرف ما هو الايمان
فالايمان ليس ضد العقل. ولكنه ضد الطبيعى
نعم يا عزيزى. الانسان الروحانى المؤمن هو انسان غير طبيعى !!!
ولكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة، ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يحكم فيه روحياً. (١كورنثوس٢)
* ماهو الايمان
فالايمان ليس هو قبول ودعوه اشياء غامضه .
ولا تحايل على العقل لتصديق الفداء والخلاص .
ولا نتيجه البراهين العلميه
ولا رأى شخصى او وجهه نظر ويتعذر على الاخرين الاشتراك فيها.
ولا هو المشاعر والاحاسيس والعواطف المنفعله لارضاء النفس من جهه ماهو فوق الطبيعى ...
فالايمان يا عزيزى هو نعمه وهبه من الله. لان ببساطه انت لا تسطيع ان تؤمن من نفسك ! ... لانه شىء اعلى من قدراتك فهذا عمل يختص به الله.
فإن عملك الوحيد هو الاراده وتصديق الحقائق الايمانيه فى قبول ورضى واستسلام لمشيئه المسيح. و تكون أراده تامه لخضوع العقل لحقائق الايمان بدون فحص وتحليل لها . فالانسان أراده وليس مجرد عقل يحتاج الى ادله وبراهين . فالمسيح اقام لعازر من الاموات امام الجميع فكان رد فعل اليهود نقتل يسوع ولعازر ! لانهم ليس عندهم الاراده لقبول المسيح . وهنا يتضح لنا قول بولس الرسول . ( الايمان ليس للجميع ) تسالونيكى
وعندما يرى المسيح خضوعك واطاعتك له فى محبه يبتدئ هنا عمل النعمه) .(من يقبل الى لا اخرجه خارجا ) (يو ٦-٣٧)
فيقود العقل فى المعرفه الالهيه وفك روموزها والغازها بطريقه عجيبه تصيبك بالدهش . . (وحينئذ فتح زهنهم ليفهموا ما فى الكتب) (لوقا٢٤-٤٥ ).
(طوبى لك يا سمعان ابن يونا ان لحم ودم لم يعلن لك لكن ابى الذى فى السموات) (متى١٦-١٧).
وهنا يؤكد دعوه المسيح لنا للخضوع والاستسلام ليكشف لنا اموره الالهيه فوق الطبيعيه. التى لا التحليل المنطقى او الفلسفى او العلمى ولا التعليل الطبيعى ولا الحواس ان تدركها لانها امور ليست من هذا العالم !. كما وضح للتلاميذ (ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم) (يوحنا ١٧-١٦)...
وإن مكافاه الايمان ليست فقط معرفه الحقائق الايمانيه ولكن المسيح يعلن لك ذاته ويكشف نفسه كما وعد (الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني، والذي يحبني يحبه أبي، وأنا أحبه، وأظهر له ذاتي) (يوحنا ١٤-٢١).
وهنا يظهر عنصر جديد فى الايمان وهو الايمان الشخصى من خلال علاقه العشره والمحبه مع المسيح وكانه اصبح لك صديق وتصبح ابن للاب من خلال الاتحاد الروحى بشخص المسيح .
(بل كما هو مكتوب: ما لم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على بال إنسان: ما أعده الله للذين يحبونه فأعلنه الله لنا نحن بروحه. لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله) (١كورنثوس٢-٩).
فالايمان الحى . هو ادارك الله فى ذاته وفينا بالروح القدس والثقه فى مواعيده ...
* اعداء الايمان
- اول عدو هو الاعتماد على المعرفه الطبيعيه.
فمعروف طبعا ان الانسان لايستطيع ان يمشى على الماء او ينقل الجبال او ينتهر الريح او يقيم موتى ... اما الايمان فلا يقيم وزن للمعرفه الطبيعيه وقوانينها المنطقيه بل احيانا يزدرى بها !
( قال يسوع: ارفعوا الحجر. قالت له مرثا، أخت الميت: يا سيد، قد أنتن لأن له أربعة أيام قال لها يسوع: ألم أقل لك: إن آمنت ترين مجد الله) (يوحنا١١ -٣٩)
وهنا نرى ان المعرفه الطبيعه تعطل عمل الايمان وتنشىء الخوف الذى يقف كحائط صد ضد الايمان فمعروف ان السم يقتل ..
(وهذه الآيات تتبع المؤمنين: يخرجون الشياطين باسمي، ويتكلمون بألسنة جديدة يحملون حيات، وإن شربوا شيئا مميتا لا يضرهم، ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون) (مرقس١٦-١٧)
* ثانى الاعداء الخوف :
فالخوف مصدره الانا وحب الذات والعطف عليها. لان الايمان فى ذاته هو خروج من الذات وانكار النفس بدافع محبتنا لله والناس والانسان المؤمن بالمسيح الذى سلم نفسه وذاته للمسيح لا يخاف شيئا
( ملقين كل همكم عليه لانه هو يعتنى بكم) (١ بطرس ٥-٧) .
(من امن بى ولو مات فسيحيا) (يوحنا١١-٢٥)
ولهذا تقدم الفتيه الثلاثه امام اتون النار بكل ثقه فى وعود الرب ان يحفظهم ( فأجاب وقالوا للملك: يا نبوخذنصر، لا يلزمنا أن نجيبك عن هذا الأمر. هوذا يوجد إلهنا الذي نعبده يستطيع أن ينجينا من أتون النار المتقدة، وأن ينقذنا من يدك أيها الملك) (دانيال٣-١٦) وايضا مع دانيال .
(إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضرني، لأني وجدت بريئا قدامه، وقدامك أيضا أيها الملك، لم أفعل ذنبا حينئذ فرح الملك به ، وأمر بأن يصعد دانيال من الجب. فأصعد دانيال من الجب ولم يوجد فيه ضرر، لأنه آمن بإلهه) (دانيال ٦-٢٢)
فلكى ندرك خطوره الخوف وتاثيره على حياتنا الروحيه فنتامل هذه الايه
فلكى ندرك خطوره الخوف وتاثيره على حياتنا الروحيه فنتامل هذه الايه
(وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة، فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني) (رؤيا٢١-٨).
وهنا نتسأل ونتعجب كيف وضع الخائفون على رأس هذه القائمه الملعونه. والسبب ببساطه ان الخوف بامكانه ان يسقطنا فى هذه الخطايا ! ولهذا قال الرب مرارر وتكررآ كلمه لاتخف فى كل الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد.!
* ثالث الاعداء وهو الشك .
وهنا يبدو ان الشك هو مرحله او نتيجه من نتائج الخوف ولكن العكس. فالشك هو عدم الثقه فى كلام ومواعيد المسيح .
فابطرس الرسول عندما امره المسيح ان ياتى اليه ماشيا على البحر فعندما شك فى صدق كلام المسيح بدا عليه الخوف عند رؤيته الامواج فغرق وهنا صاح للمسيح لينقذه.
( ولكن لما رأى الريح شديدة خاف. وإذ ابتدأ يغرق، صرخ قائلا: يا رب، نجني ففي الحال مد يسوع يده وأمسك به وقال له: يا قليل الإيمان، لماذا شككت !) (متى١٤-٣١)
ولذلك وضح الانجيل ان اى شك وارتياب يمنعنا عن الحصول على ما نريده (ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة، لأن المرتاب يشبه موجا من البحر تخبطه الريح وتدفعه فلا يظن ذلك الإنسان أنه ينال شيئا من عند الرب) (يعقوب١-٦)...
... * خاتمه
فالخلاصه ان الايمان هو عمل أراده وتصديق يلتحم فيها عمل النعمه. التى من خلالها تأتى المعجزه واقوى معجزات الايمان هو التسليم المطلق لله! الذى من خلاله تدخل عمليا فى شركه الحياه الابديه ....
إرسال تعليق