الديانة المسيحية فى الحياة اليومية

الديانة المسيحية في الحياة اليومية

"غير متكاسلين في الاجتهاد. حارين في الروح. عابدين الرب" (رو1:12)
حين يبتدئ الإنسان أن يتدين لا يهمه نوع العمل الذى يقوم به. فذلك العمل إنما هو دور أسند إليه وكل ما عليه أن يلعب دورا جيدا. المظهر ليس شيئا ولكن التنفيذ هو كل شئ.

الديانة المسيحية  فى الحياة اليومية
الديانة المسيحية  فى الحياة اليومية

ليست المسيحية أعمالا من التقوى والبطولة والتضحية نقوم بها فى فترات منقطعة بين حين وآخر، ولكنها حياة هادئة ثابتة جادة فى وسط الأعمال العالمية العادية. هذه هي الحياة التي يدعونا إليها المسيح.


حقيقة أن الصلاة، والمطالعة المقدسة، والتأمل، وخدمات الكنيسة التعبدية، ضرورية للدين، ولا يمكن ممارستها إلا بعيدا عن الأعمال العادية. ولكن لنذكر أن هذه الرياضات الروحية لا تنتهى فى ذاتها. إنما هى درجات في سلم يوصل إلى السماء، وهي صالحة على قدر ما تعيننا على الصعود. هي وسيلة لغاية - صالحة فقط على قدر ما تساعدنا على أن نكون صالحين، ونعمل الصلاح ونمجد الله.

وهذه الغاية أفضل ما يتوصل إليها عن طريق حياة مليئة بالعمل تحمل صاحبها على الاتصال يوميا بإخوته من البشر، وعلى الدخول في غمار المجتمع، بل وفى قلب العالم. لن يقدر انسان ان يكون خبيرا بقيادة السفن إذا لم يكن قد رأى البحر قط، ولو استطاع أن يحذق العلم عنه فى منزله.

لن يقدر إنسان أن يصبح جنديا مدربا بدراسة كتب الخطط الحربية وهو قابع فى كسر داره. عليه أن يكتسب فى خدمة العسكرية صفات الشجاعة، والنظام، والنشاط، ورباطة الجأش، التي بدونها مهما كانت دراسته العسكرية لا يكون إلا مبتدئا. وعلى هذا النمط قد يستطيع الإنسان بانصرافه للمذاكرة والتحصيل أن يغدو أعظم لاهوتى، أو يدرب نفسه على ذلك النوع المخنث من التقوى.

ولكنه لن يستطيع ان يصبح رجلا متدينا بأقدس وأسمى معاني الكلمة إلا إذا اكتسب فى حياته اليومية عادات إنكار الذات، ومقاومة التجربة، واللطف، والتواضع، والعطف، والنشاط فى عمل الخير، تلك التي لا تكتسب إلا بالاحتكاك اليومي مع بنى البشر.

الديانة ليست هي انكبابا على الكتب الدينية، بل وليست هى صلاة وتسبيحا وممارسة للفرائض المقدسة، ولو أن هذه كلها لازمة للدين ولا يستطيع الإنسان أن يكون متدينا بدونها.

الدين فى الحياة اليومية

الدين في الحياة اليومية


ولكن الديانة كما اكرر هى تمجيد الله فى واجبات العالم ومشاغله - هى توجيه سفينتنا فى وسط الرياح المعاكسة، وتيارات التجارب المضادة، مهتدين بنور الواجب والحق الإلهي.

هى رياضة نفوسنا على السلوك بشجاعة وحكمة لمجد المسيح قائدنا الأعظم فى معترك الحياة.

إياكم إذن والفكر إن خدام الدين والمتعبدين وحدهم هم الذين يستطيعون أن يتدينوا، وأن الحياة الدينية المقدسة غير ميسورة فى معمعان الحياة العالمية.

كلا. بل صدقونى ان هذا أليق مكان لإظهارها- لانها هى المكان الذى يبرهن فيه أن التقوى ليست حلما من أحلام أيام الآحاد وساعات الخلوة، وأنها تستطيع أن تحتمل وضح النهار، وتقوى على أن تصمد فى وسط الاحتكاك اليومى وجهاد الحياة العادية المضنى - وبالاختصار هى المكان الذى يظهر فيه كيف يمكن للإنسان أن يكون "غير متكاسل في الاجتهاد" وفى نفس الوقت "حارا في الروح عابدا الرب".

وهناك برهان آخر اسوقه للتدليل على أنه ليس من المستحيل أن نخلط الديانة بأشغال الحياة العادية، وهو أن الديانة لا تقوم باعمال روحية أو مقدسة نعملها قدر ما هى تقوم بأعمال عادية نؤديها بدافع ديني مقدس.

إن هناك ميلا كبيرا فى عقولنا الى تقسيم الأعمال بحسب مظهرها الخارجى، وليس بحسب الباعث الذي يحفزنا إليها، أو والروح الذي يتخللها. فنعد بعضها أشغالا مقدسة والبعض الآخر أشغالا علمانية. وهكذا يتطرق الى أذهان كثيرين من الأتقياء الميل إلى اعتبار كل الأعمال العادية كأنها مجردة من الدين.

فالصلاة، وقراءة الكتاب المقدس والكتب الروحية، والعبادة الجمهورية فى جانب - ثم البيع والشراء والحفر والزرع وتحصيل المال فى جانب آخر وكأن كلا من هذين النوعين فى دائرة لا تمس الدائرة الاخرى او تتدخل فيها. ونحن فى الدائرة الأولى ننصب بقلوبنا ومشاعرنا، وأما فى الآخرى فإننا نقبلها كرها، كضرورة لازمة لحالتنا الساقطة، وكأن من طبيعتها أن تحول قلوبنا عن الله.

ولكن ما طهره الله لماذا ندعوه عاديا أو دنسا؟ إن الميل الذى وصفناه، وإن يكن مبنيا على شعور صادق، بيد أنه خاطئ. لانه يجب ان نذكر أن الصفات الأدبية ليست كامنة فى الأعمال، بل فى العامل الذى يقوم بها، وأن الروح والدافع الذي نعمل به عملنا هو الذي يخلع عليه الدناءة أو النبل، العالمية أو الروحانية، الدنس أو القداسة.

قد ترى الانسان الالى فى حركاته شبيها بالإنسان، ولكن من يستطيع أن ينسب اليه الصلاح أو الشر؟ وقد تكون آله موسيقية قادرة أن تسكب فى آذاننا أحلى الأناشيد الروحية، ولكن من يمدحها لتقواها؟ والأعمال فى هذا الأمر شبيهة بالأماكن.

فكما انه ليست هناك بقعة من الأرض أكثر أو أقل قداسة من بقعة اخرى الا على قدر ما يستطيع قلب مقدس أن يطهرها، أو قلب دنس أن ينجسها، هكذا الحال مع الأعمال. فاعمال كثيرة في ذاتها جليلة ونبيلة قد تصبح بسبب الدافع الذي يحفز إليها والروح الذي تؤدى به حقيرة ودنيئة.

ومن الوجهة الاخرى، أعمال فى ظاهرها حقيرة وصغيرة، قد تغدو بسبب حالة القلب الذى يقوم بها مكرمة شريفة. انه لمن الممكن أن تملأ أعظم مركز فى الأرض وتقوم بما يفرضه من الأعمال بروح يقلل من كرامته، كما أنه ليس من الإغراق فى الخيال والعاطفة أن نقول إن قلب عامل بسيط أو خادم قد يضم بين جوانحه روحا ترفع من شأن عمله وتجعل هذا العمل الشاق المملول إلهيا.

هيرودس الملك كان عبدا، ولو أنه جلس على عرش، ولكن من يقول إن عمل نجار الناصرة فى دكانه الصغير لم يكن ملكيا إلهيا شريفا؟!.

أجعل أعمالك العادية مقدسة

اجعل أعمالك العادية مقدسة


كم من حياة تقضى فى وسط الأشياء المقدسة وتكون فى صميمها علمانية! وكم من حياة يقضى أكثرها فى غمار العالم بصخبه وضجيجه، وتكون إلهية مقدسة. فخادم الدين مثلا، وهو يبشر، ويصلى، وينطق بكلمات القداسة، ويؤدى أعمال الدين، قد يكون طول وقته لا يقوم بأعمال أكثر قداسة ممن يتولى طبع الكتاب المقدس وتوزيعه وبيعه، سعيا وراء الربح، لأن الأمر فى كلتا الحالتين لا يتعدى كونه تجارة.

كلا. بل ان هذه المقارنة ليست فى صالح الخادم، لان التجارة العادية هى فى حد ذاتها بريئة وممدوحة، ولكن المتاجرة بالأمور الدينية، بما تحويه من الاستخفاف وعدم الاحترام، هى أرضية شهوانية شيطانية.

ومن الجهة الأخرى، خذ معك المبادئ المقدسة الى العالم تر العالم وقد تقدس بوجودها. بروح المسيح يصير كل شئ مسيحيا. والقلب الوديع، الذي تلتهب على مذبحة نار محبة الله، يمسك بالأشياء العادية في الحياة يحولها لهيبا مقدسا. الديانة في النفس تجعل أعمال الحياة ومشاغلها - كسبها، وخسارتها، وصداقتها، ومنافستها - جميع دقائقها وحوادثها وسائط للتقدم الروحي.

سواء لدى يد الصانع الماهر أكان ما تشتغل به رخاما أو طينا، فان لمسة العبقرية تحوله الى جمال، وتخلع عليه بهاء كان مجردا منه. سواء أكان عملنا رفيعا أو وضيعا، خشنا أو مهذبا، فانه للعقل المقدس مادة لشئ أنبل وأسمى من كل ما تستطيعه العبقريات مجتمعة. هو الحياة الإلهية الطاهرة. إن من شأن المبادئ المسيحية أن تحيل ما هو مادي الى روحى، وما هو علماني إلى مسيحي. وإذا كنت مسيحيا مخلصا، تكون رغبتك العظمى بنعمة الله أن تستأسر كل موهبة ووزنه وعمل فى الحياة

كل كلمة تنطق بها أو أمر تقوم به، إلى طاعة المسيح. أن محادثاتك قد لا تكون دائما - بل هى في القليل النادر عند اجتماعك مع أخص الأصدقاء - حول الأمور الدينية.

وقد تحجم عن ادخال المواضيع الدينية فى المجتمع. ولكن ثق بأن التكلم عن المواضيع الدينية يحتاج الى مجهود أقل مما يحتاجه اشراب كلماتنا روح الدين. وإذا كان حديثك العادى كله يتخلله روح التقوى واللطف والإخلاص والصدق، فإن ذلك الحديث لن يكون أقل مسيحية من الحديث الدينى.

وإذا كان الله قد حباك بمواهب عقلية، فقد يكون من المفيد أن تخصصها لخدمته فى التعليم الدينى.

ولكن الإنسان وهو يلقن التاريخ أو العلوم أو الشعر روح مسيحى، لن يكون أقل مسيحية منه وهو يؤلف العظات أو يكتب الترانيم. أن تساعد على نشر لواء المسيح بتعضيد كل عمل ديني فى بلدك وفى الخارج ذلك هو واجبك.

ولكن أعلم بأن واجبك لا ينتهى حين تكون قد فعلت ذلك.

لأنك تستطيع أن تقوم بخدمة أعظم من هذا السبيل حين تكون في مسلكك اليومى - فى أسرتك، وفى المجتمع، فى معاملاتك وفى احتكاكك بالعالم - ناشرا حولك المبدأ المسيحي بالحياة المقدسة الهادئة الفصيحة المنطق.

فلتسم بقوة المسيح عن كل الطرق الخسيسة التى يلجأ اليها الغير فى معاملاتهم، ولتثبت عينك على الجعالة التي أمامها تتضاءل كل كنوز الأرض، وليكن الشعور بحضور الله ضابطا لأقوالك وسلوكك، ولتملك محبة المسيح بكل رقة وإنكار ذات وشفقة على الآخرين - عند ذلك تستحيل حياتك العلمانية روحانية، وحياتك الروحية تزداد حرارة. وليست صلواتك تزداد عمقا فقط بل فى الاوقات التى لا تحنى فيها ركبتيك، وحتى حين تكون الشفاه مطبقة، يصعد بخور حياتك صلاة بلا انقطاع. عند ذاك من وسط ضجيج الأشغال الأرضية يسمع الله أعذب الأنغام وأحلاها.

وإذا كنا نقول ان كل عمل نقوم به يجب ان يكون بدافع دينى، فلسنا نقصد بذلك أن الديانة يجب أن تشغل تفكيرنا فى أعمالنا العادية اليومية.

لأنه يستحيل علينا أن تؤدي هذه الأعمال على وجه الأكمال حين تكون أفكارنا كلها منصبة فى الله وفى المسيح وفى الأبدية.

فالعقل لا يستطيع أن يجمع السماء والأرض معا فى وقت واحد، كما ان الجسم لا يستطيع ان يكون فى السماء وفى نفس اللحظة التى يكون فيها على الأرض.

أن قليلا من الأعمال لا يحتاج لاتقانه الى تركيز كل قوى العقل وانحصارها فيه. بيد أنه وان كنا نستطيع أن نفكر ونحن نؤدي أعمالنا العادية تفكيرا جديا فى الديانة، فإننا نستطيع أن نسير بقيادتها ونخضع لمبادئها.

الديانة المسيحية وحياتنا العالمية

الديانة المسيحية وحياتنا العالمية


إن فى العالم الطبيعى قوى وقوانين ننتفع بها على غير وعي منا. فمثلا نحن لا نفكر فى الجاذبية حين نرفع أذرعنا، ولا نفكر فى القوانين الجوية ونحن نستنشق الهواء. وهكذا فى أعمالنا العادية - ونحن قل أن نفكر فى المبادئ الدينية - نستطيع أن نسترشد بهديها ونعيش ونتنفس ونعمل فى جوها غير المنظور.

وكما أن فى المحيط تيارات سفلية تتحرك بغير تأثر بمياهها السطحية، هكذا قد يكون لحياتنا السطحية تيارات جوفية - وقد يستقر فيها سلام الله وراحة الضمير النقى حين يكون كل ما حولنا عاصفا ومضطربا.

ثم إن كثيرا من الأفكار التى تحركنا وتسود على أعمالنا العادية هي أفكار كامنة في قرارة النفس. ألم تختبر تطبيق ذلك القانون الغريب، الذي قد يكون الله أوجده لهذا الغرض الأسمى الذي نحن بصدده، والذي يتضمن امكانية وجود فكر خفى يتحرك فى عقلك الباطن، لا يعلم عقلك الواعى عنه شيئا؟

فحين تقرأ بصوت عال أمام جمع من الناس ألا تحمل معك - وأنت تفكر فيما تقرأه - الشعور بحضور السامعين، وهذا التفكير وذاك الشعور يسيران فى مجريين مستقلين لا يلتقيان؟

أو لم تحس - وأنت منشغل بالقراءة - بمواضيع للتفكير تختلف عما تقرأه وعما توحيه القراءة اليك؟ لنتأمل فى العمل الذى أقوم به فى هذه اللحظة. فى وسط المجهودات الفكرية الكثيرة التى تتنازع عقل الخطيب أو الواعظ، ومن تحتها جميعها، يستقر الفكر بحضور السامعين. قد لا يكون هناك ما يستدعى حصر الفكر أكثر من هذا العمل، ولكن فى وسط عمليات العقل الخفية المنوعة من ترتيب الأفكار، ومحاولة تذكرها، وانتقاء الألفاظ التى تبرزها بشكل واضح - فى وسط هذه المشغوليات الكثيرة لا تتخلى عن الخطيب قط فكرة حضور الجمع المصغي إليه.

كجو سرى تحيط بروحه وتغمرها وهو يقوم بعمله الخارجى... وفوق هذا الشعور بسحابة الشهود التى تحيط بالواعظ، ألا يكتنفه الإحساس بحضور الشاهد الأمين والمصغى المجيد الحاضر معنا أبدا والذي لا يفتأ يلاحظنا من أول كلمة فى العظة إلى آخرها؟.

ولماذا إذن ونحن نؤدي اشغالنا العادية باجتهاد، لا يتخلل أرواحنا احساس مستمر بفحصه واختباره؟ أى عمل عالمى يمكن أن يستولى على أرواحنا حتى لا يترك فيها فراغا للفكر بالحضور الإلهي المقدس؟

هذا هو الروح الذي يجب أن يتخلل كل اشغالنا. وهذه هى الفكرة الصحية عن الحياة المسيحية. ليست المسيحية أعمالا من التقوى والبطولة والتضحية نقوم بها فى فترات منقطعة بين حين وآخر، ولكنها حياة هادئة ثابتة جادة فى وسط الأعمال العالمية العادية. هذه هي الحياة التي يدعونا إليها المسيح.

فهل هي حياتك؟ هل دخلت إليها، أو هل تريد الدخول؟ انى أقر بأنها ليست أمرا هينا وليس فيها من المظاهر الخلابة ما يحببها إلى النفس.

فحياة تابع المسيح لا تحتاج فى أيامنا هذه الى شجاعة البطل أو الشهيد، ولا إلى الصبر والاحتمال اللذين يواجه بهما الاضطهاد والموت فى غير جزع ولا خوف.

لكن الصعوبات التي تكتنف الحياة المسيحية لم تذهب بذهاب عصر الاستشهاد.

انك باستشعار روح القناعة المسيحية فى واجباتك اليومية المتواضعة، واستبطان الرضى والسرور، والحرص على اذكاء نار التقوى فى وسط مشاغلك وهمومك، بمحاولة التسامي بغايتك التى ترمى إليها من أعمالك التافهة - فى هذه كلها قد تظهر إيمانا أقوى من إيمان من يموت وترنيمة الاستشهاد على شفتيه. إنه لأمر عظيم أن نحب المسيح ونكون مستعدين أن نقيد وان نموت من أجله، ولكن قد لا يكون أقل عظمة من ذلك أن نكون مستعدين أن نحمل صليبنا كل يوم ونحيا لأجله.

وفى الختام دعوني أكرر الدرس الذى أريد أن لا ينسى قط. خذوا معكم المبدأ الدينى فى حياتكم اليومية.

فالمبدأ من شأنه أن يرفع ما يمسه. ان يد الكيميائي أو الجيولوجى المتسخة لا تحقر من عمله. بل حتى كسر الأحجار بالطريقة يبطل عن أن يكون ميكانيكيا حين يكون هناك مبدأ سام متحكما فى العقل وهاديا لليد.

وأسمى المبادئ هو المبدأ الديني. فاتعيش للمسيح في الأمور العادية وعندئذ يصبح كل عمل من أعمالك كهنوتيا.

كما أنه عند بناء الهيكل قديما كان العمل فيه واحدا مثل قطع الأحجار ومزج الزيت لأنه كان يعمل لأجل ذبيحة المذبح أو لنور المنارة هكذا كل عمل من أعمالك ينال تقديسا حين يعمل لمجد الله بواسطة شخص يكون كاهنا حقيقيا في هيكله.

0/Post a Comment/Comments