كيف يعامل المؤمن

كيف يعامل المؤمن



كيف يعامل المؤمن

 تعرفنا على صفات المؤمن من حيث ملبسه ولغته وما يسره فى هذا الموضوع غريب أنا فى الارض

 قد لا يصدق البعض أن الأجانب يعاملون بكراهية من الوطنيين ولكنى أؤكد ذلك حتى ولو تشبه الغريب بأهل الوطن الذى يحيا فيه. لقد قال السيد المسيح للمؤمنين لو كنتم من العالم لكان العالم يحبكم أى أن المؤمن غريب ومكروه فى أرض غربته.
لقد قال السيد المسيح للمؤمنين فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم فلا يقلق المؤمنين إذا شعروا بالأضهاد أو الكره بل ليتهللوا وليفرحوا لأنهم استحقوا أن يضطهدوا من أجل اسم المسيح لأنه قال طوبى لكم إذا طردوكم وعيروكم وقالوا فيكم كل كلمة شريرة من أجلى كاذبين.

نعم إن المؤمن غريب يشعر بغربته فيشتاق لأرض وطنه والآن أريد أنك تحيا هذه المدة الوجيزة على هذه الأرض بخير وتحيا حياة سعيدة مشرقة فإليك أيها المؤمن:

نصائح ووصايا


إن اسمك أيها المسيحى وشكلك ولغتك وملابسك تدل على أنك غريب فلماذا تستهين بوصايا وطنك إن المسيحيين إذا اضطهدوا فستضطهد بينهم أيها المسيحى المستهتر فتضيق بك هذه الحياة وتخسر الحياة الأخرى.

أما إذا شعرت بغربتك وتمسكت بنواميس وطنك وعملت على تمجيده فلو اضطهدت فسيكون لك رجاء ستتألم ولكن سيأتى اليوم الذى يشرق وجهك ضياءاً فى حضرة السيد الرب. انظر ماذا تفعل فى هذه الحياة حتى تعبرها وتمضى زمن غربتك بسلام.

إن الطفل إذا وجد قطعة نقود فى الأرض وهو سائر فانه يتعود دائماً أن يتطلع جيداً للارض عله يجد غيرها فأنت أيها الحبيب كم وجدت فى السماء وكم نلت من خيراتها؟ فلماذا لا تتطلع إلى فوق دائماً تنظر إلى الخالق وتطلب المزيد؟

لماذا تنظر إلى الأرض وتطلب منها وهى لا تملك أن تعطيك شيئاً؟ وإن أعطتك فلا يدوم ما تعطيه.
لا تضع يدك على شئ فى هذا العالم وتشترى إلا ما تعرف أنك ستحمله معك فلا تدفع مالك وفضائلك في عقارات وأملاك تعلم جيداً أنك لن تستطيع أن تحمل منها شيئاً معك.

اقتنى لآلئ نعمة الله


اسمع ماذا تقتنى... اقتنى لآلئ نعمة الله.
لا تبعثر أموالك ولا تنفقها فى هذا العالم ولكن حولها لأرض الوطن فسوف تنفعك فى المستقبل حولها إلى طريق ينفعك ويزكى طريقك طريق البر والاحسان ومراعاة المساكين إن من يرحم المسكين يقرض الرب أعلم ذلك وأعلم علم اليقين أن الله سوف يرد لك كل شئ مئة ضعف فى هذا العالم والحياة الأبدية فى العالم الآنى هبة من عنده.

عزيزى إن أعمال الشيطان كلها تنصب على شئ واحد وهى أن تلهيك عن وطنك وتنسيك إياه فتذكر دائما أنك لست من هذا العالم.
لاتنس وطنك ولكن اجعله فى فكرك دائماً.
لا تقطع الرسائل والاتصال به دائماً.
لا تكف عن السؤال عن طريق كل حين اهتدى بأعمال القديسين وسيرتهم اقرأ فى الكتاب المقدس استرشد بأقواله وأقوال القديسين وتقبل نصائحهم وزجرهم وتوبيخهم.

لا تبطئ فى الطريق ولا تنظر إلى الخلف لأن من وضع يده على المحراث ونظر إلى الوراء لا يصلح لملكوت الله.
اشكر الله دائماً على كل ما يحدث لك اشكره دائماً فى وقت الصحة وفى وقت المرض، فى وقت الغنى وفى وقت الفقر. شاكرين كل حين على كل شئ ولا تتزمر على شئ ولا تحاول أن تهرب من حكم الله العادل لا تحزن على مالا تستطيع أن تحصل عليه من كل ما تشتهي فى هذا العالم، ارض بتدابير الله لأنه ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء.

تذكر قبل كل شئ دائماً أنك غريب...
لا تقل لماذا لم اعط ثروة أو أموال فكل هذه الأمور لا تستحق منك الالتفات إذا كنت تروم المجد الأسمى والفرح الأعظم.

لا تطمع فكم أدى الطمع إلى الهلاك لا تكن لغتك فى كل وقت أريد أكثر فأكثر من هذا العالم، لا تكن مثل ذلك الرجل الذى قيل له إنه سيعطى كل الأرض التي يسير عليها بشرط أن يقوم من مكان ويعود إلى نفس المكان المعين عند غروب الشمس وقام الرجل فى الصباح الباكر وأخذ يسير فى الأرض وكلما توغل فى السير أغراه منظر الأرض الجميل فأخذ يطلب المزيد ولكنه نظر إلى فوق فرأى أن الشمس قد توسطت السماء فرأى أن يعود ولكن مظهر الأرض وجمالها وبهائها... مر عليه الوقت فأسرع فى العودة قبل أن يحين الموعد ولكنه كان قد تعب وأنهكت قواه فخر على الأرض ولكنه سمع عن بعد أصوات الذين ينتظرونه فى المكان المحدد فعلم أنه ليس بعيداً عن المكان فقام وجاهد وأخذ يجر قدميه حتى وصل وهو يلهث وأحاط به مهنئوه ولكنه لم يلبث أن تقطعت أنفاسه وأرتمى على الأرض جثة هامدة فقال الجمع لا تحرموه من الأرض بل افحروا له مترين فى مترين وسوف يشاركه فيهم الدود.

هذا هو غاية ما يحصل عليه كل من يطلب أكثر فأكثر من هذه الدنيا فقيراً كان أم غنياً وها هو كل يوم يمر علينا يسجل لنا نتيجة الأطماع المهلكة وكم عزيزى قد فعل الطمع بالكثيرين ففقدوا ثرواتهم وأموالهم وكذلك حياتهم الدنيوية والأبدية، إن الطماعين أكثرهم ينسى أنه غريب وله موعد محدد فيسير فى غيه ويموت فى ضلاله ومنهم من يعود بعد أن يأخذ ويتمتع بأساليب الحياة وعندما يتذكر الميعاد. ميعاد الانتقال ويريد العودة فإنه يعود لاهثاً ولا يستطيع أن يصل.

لا تطمع فكم أدى الطمع إلى الهلاك


استعد دائماً للرحيل يا حبيبى إلى وطنك الأصلى فستعود إن عاجلاً أو آجلاً ولن تخلد فى هذه الدنيا فالمثل يقول (لا بد للغريب أن يعود لبلاده) فهل يرضيك أن تعود إلى بلادك فقيراً معدماً أم تريد أن تعود مرفوع الرأس موفور الكرامة؟

سالم لو أمكن جميع الناس فربما تكسب منهم لمليكك فلا تظهر بمظهر المشاكس.
احفظ جنسيتك ممتازة نقية.
لا تتشبه بهذا العالم إنك من أبناء الملك فلا يصح أن تنزل عن مركزك.
اعلم يا أخى جيداً إنك غريب ولا تنس ذلك...
وستعود إلى وطنك تحمل من الثروة ما تقدر فى وطنك الأصلي هل علمت ذلك؟ وهل علمت أنه سيأتى اليوم الذى تحاسب فيه؟

أين ارباح وزناتك ومواهبك التى نزلت بها إلى هذا العالم؟ إنك غريب ويجب أن تعود رابحاً نفوساً وقبل كل شئ رابحاً نفسك لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه.

عزيزى القارئ كتبت اليك هذا يا أخى حتى أذكرك بأننا مادمنا فى الارض فنحن غرباء عن وطننا السماوي ونشكره تعالى إذ جعل حداً لهذه الغربة التى سوف تنتهى ونقف جميعاً أمام الله وكل منا يقدم ما فعله فى زمن غربته، فاسمع بماذا يوصى المسيح كل غريب إنه يقول (اكنزوا لكم كنوزاً فى السماء) حيث الوطن الدائم.

الرب يسوع قادر أن يقوى القارئ والسامع حتى سيروا زمان غربتهم بخوف و لإلهنا المجد من الآن وإلى الأبد آمين. 

0/Post a Comment/Comments